السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هدا البحت لي الباحت و المؤرخ الفرنسي- كاريت- حول عروش الشرف عروش ناحية بونة الجزائرية (عنابة الطارف قالمة سكيكدة وجيجل)وقد تم التركيز على عرش اوﻻد عطية دون غيره في هذه التلخيص من طرفي وهدا لي اﻻمانة العلمية وحنى ﻻ تضيغ الفكرة الأساسية.
نود قبل مباشرة هذا البحث حول اصول اعراش وقبائل ناحية بونة ان نشير الى المؤرخ الفرنسي كاريت الذي يعتبر من اهم المستشرقين ومؤرخي القرن العشرين المتخصصين في تاريخ شعوب افريقيا الشمالية لاسيما ما كان يعرف سابقا بالمستعمرات الفرنسية باعتباره كان عضوا في اللجنة العلمية الفرنسية التي اوكل اليها اعداد تقارير ودراسات علمية موثقة ومفصلة حول تاريخ وعادات وتقاليد هذه الشعوب والمتصفح لهذه التقارير او المؤلفات يجد انها سلاح ذو حدين اذ انها كانت تعتبر تقارير استخباراتية عسكرية ذات طابع تاريخي ، اجتماعي،ثقافي،سياسي، واقتصادي تهدف الى توفير المعلومات والبيانات اللازمة حول تاريخ وجغرافية هذه البلدان وكذا،طبائع ،عادات وتقاليد سكانها المحليين وقد كانت هذه الدراسات والتقارير الاستخباراتية يتم اعدادها بطلب من القادة السياسيين او العسكريين و دوائر السلطة وصناع القرار ويستفاد منها في وضع المناهج والخطط الاستعمارية المناسبة للسيطرة على شعوب وثروات هذه البلدان .لكن من جهة اخرى فان الجانب الايجابي لهذه الدراسات والمؤلفات انها ذات طابع علمي اكاديمي وتوثق لتاريخ وعادات هذه الشعوب بصفة دقيقة حيث اننا نجد كاريت مثلا يعتمد في كتابه ابحاث حول اصول اهم القبائل الجزائرية (دراسة استقصائية ميدانية تمت بين 1840-1841-1842حيث يعتمد كاريت في هذا الكتاب الفريد من نوعه على عدة مصادر تاريخية موثوق بها كتاريخ ابن خلدون وجغرافية الادريسي وكتاب البكري وغيرها من الكتب العربية التاريخية القديمة التي يعول عليها كثيرا في الدوائر الاكاديمية لكتابة تاريخ المنطقة وشعوبهاوسنحاول لاحقا تحقيق الجزء الذي خصصه كاريت في كتابه لاعراش وقبائل ناحية بونة (ناحية بونة إبان استعمار الفرنسى كانت تشمل كل من الطارف وعنابة وبعض من اراضى قالمة وسكيكدة وصولا للجيجل غربا يعني الناحية شرقية للجزائر بالمحاذات مع حدود تونسية ) وسنحاول التركيز على عنابة بالتحديد بين سنة 1840-1841-1842 ومقارنة ذلك بالوضع الحالي لهذه القبائل وانتشارها الجغرافي في سفوح جبل الايدوغ وسهول بونه مع ذكر قدر مستطاع قبائل الاخرى في ولايات مجاورة لهاوقد إعتمدنا أيضا على موسوعة "" تاريخ الجزائر في القديم والحديث"" لمؤلفها العلامة الشيخ مبارك الميلي –رحمه الله- أحد رموز حركة الإصلاح الجزائرية وأمين مال "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"الذي تعتبر أشمل موسوعة ( في ثلاث مجلدات) تحدثت بإطناب عن تاريخ الجزائر بصفة عامة وبتأصيل القبائل الجزائرية القديمة منها والحديثة وتفرعاتها الحالية وأماكن تواجدها وانتشارها
وبحلول القرن العاشر شهدت المنطقة هجرة عربية ثالثة كبيرة من خلال التمركز الكثيف لقبائل بني هلال العربية واحلافها في المغرب الادنى وهي القبائل التي يعود إليها أغلب سكانها اليوم نذكر منها اليوم : قبيلة الخوالد والتريعات في برحال و اولاد عطية في السفوح الجنوبية لجبال ايدوغ ...وقبيلة الشدادية حول مدينة عنابة والشرفاء في بلدية الشرفة واولاد يعقوب في منطقة الحجار وقبيلة الكعوب والدواودة وأولاد دريد في مناطق متفرقة وقبيلة بني محمد في المرسى وشطايبي.
...عطوة---- عرب --- من أولاد عطية --- أعالى الايدوغ --- قدموا من نواحي القل وهي جزء من قبيلة أولاد عطية اولاد عطية---- عرب --- أعالى الايدوغ --- اوقبائل شرفاء كما يسمى عندنا قدمت الى الايدوغ منذ حوالي 50 سنة أي حوالي 1790 من منطقة سبعة روس (القل)
المرجح من راي النسابة ان قبيلة اولاد عطية هي قبيلة شريفة من ابناء علي وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) وقد تفرق الكثير منها في عدة مناطق نتيجة الصراعات والثورات ضد سلطة الاتراك الجائرة—واندمجت فيها بعض بطون بربرية وهلالية نلاحظ من خلال الجدول السابق الذي يبين اصول وحركة اهم القبائل المستوطنة بنواحي عنابة ان هذه الاعراش بدأت تتشكل في فترات زمنية مختلفة لاتتجاوز في احسن الاحوال ستة او سبعة قرون على الاكثر أي بين الفترة الممتدة من 1200 الى 1900م.نتيجة الهجرات التي كانت تتخذ عدة اشكال منها الهجرات الفردية او الجماعية بسبب الحروب والثورات والصراعات بين القبائل وحتى بين افراد القبيلة الواحدة كما ان هناك عوامل طبيعية او اقتصادية دفعت بالقبائل الى ترك مواطنها هربا من الجفاف، الاوبئة ،اوالفقر .... والبحث عن مواطن اخرى اكثر استقرارا وامنا.لكن معظم القبائل والاعراش المتواجدة الان بناحية عنابة قد تشكلت نتيجة الهجرات الاساسية الثلاثة
:1- الهجرة من الشرق نحو الغرب:هذه الهجرات هي من اكبر واقدم الهجرات التي عرفها التاريخ ولعل من اكبر القبائل التي اشتهرت بهجرتها من الشرق نحو الغرب هم قبائل بنو هلال بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان وحلفائهم من بني سليم العربية التي نزحت من صعيد مصر ابان الحكم الفاطمي على شكل جماعات
- الهجرة من الغرب نحو الشرقتعكس هجرات القبائل من الغرب نحو الشرق منحى الهجرات وسيرورتها اذ ان معظم الهجرات البشرية عبر التاريخ كانت تنطلق من الشرق العريق نحو الغرب ونحن نقصد بالشرق المشرق العربي والشرق الأوسط بصفة عامة والغرب منطقة المغرب العربي وشمال افريقيا بالتحديدلقد كانت هذه الهجرات العكسية من الغرب نحو الشرق اضطرارية اذ ان معظم هذه القبائل تكون قد اجبرت على ترك مواطنها نتيجة الثورات والصراعات المختلفة ولعل اهم هجرة كانت لقبائل الاشراف من الادارسة والسليمانيون من ذرية علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول (ص) بسبب الجور الذي سلط عليهم في محاولة لاستبعادهم من ساحة السلطان والحكم ولقد دفعت ثورة السفاح موسى بن ابي العافية ضد الشرفاء من الادارسة والسليمانيون هذه القبائل الشريفة الى ترك مواطنها (واد الذهب وساقية الحمراء -- صحراء غربية حاليا ) مرغمة فرارا من بطش هذا الطاغية الذي اعمل فيهم السيف واضطهدهم ونكل بهم ولاحقهم في كل مكان حتى اصبح الشرفاء يخفون نسبهم عن الناس خوفا من القتل والتشريد وكان نتيجة ذلك هروب ونزوح الكثير من القبائل الشريفة التي كانت منتشرة كثيرا بالمغرب الاقصى والنواحي الغربية للجزائر خاصة تلمسان ووهران وتفرقها وتشتتها في عدة مناطق حيث هاجر الكثير منها نحو المناطق الجنوبية خاصة منطقة الساقية الحمراء بالصحراء وبعض المناطق الوسطى والشرقية للمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومنهم حتى من عاد الى المدينة المنورة ومكة المكرمة وبعض المناطق الاخرى من شبه الجزيرة العربية التي تذكرهم بأجدادهم الاوائل
.وهناك هجرة اخرى متاخرة لقبائل الشرفاء يذكرها المؤرخون تمت من منطقة الساقية الحمراء التي كانت ماوى لكثير من قبائل الشرفاء من بطش الطاغية ابن ابي العافية حيث اضطرت هذه القبائل الشريفة مرة اخرى الى ترك مواطنها والنزوح الى مناطق متفرقة من المغرب الاوسط خاصة الجزائر التي نزحت اليها بعض القبائل الشريفة من آل البيت من منطقة الساقية الحمراء وسبب هذا النزوح الذي يرجح وقوعه بين 1400-1700م على ما ذكر جل المؤرخون هي الحملات التي كان يشنها الاسبان بداعي التنصير او البحث عن الثروات في المناطق الشمالية للبحر الابيض المتوسط وكذلك المناطق الساحلية الجنوبية للمحيط الاطلسي للمغرب والصحراء الغربية ونذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض القبائل الشريفة بناحية عنابة والتي نزحت منذ زمن بعيد من منطقة الساقية الحمراء ، قبيلة او عرش بني محمد ببلدية المرسى ولاية سكيكدة ويقع اقصى غرب جبال الايدوغ حوالي 65 كلم من ولاية عنابة ، فرقة من عرش الويشاوة القادمة من راس سبعة روس ومن الارجح انها جزء من قبيلة اولاد اعطية، قبيلة الشرفة بالنواحي الجنوبية لبحيرة فزارة حوالي 30 كلم جنوب ولاية عنابة، قبيلة اولاد اعطية بنواحي القل ولها فرقة بنواحي جبل ايدوغ بعنابة....
كل هذه القبائل اثبت المؤرخ الفرنسي كريت في 1840 صحة نسبها الى الشرفاء من آل البيت من ذرية علي بن ابي طالب ﻻوفاطمة الزهراء بنت رسول (ص).
وفي ختام هذا البحث نشير الى ان المصادر الاجنبية خاصة الفرنسية على ما عليها من مآخذ (هناك بعض مؤرخون الفرنسيون كانوا يكتبون بفكر اديولوجي لتغليط الناس في انسابها ، فبربروا قبائل عربية كبيرة معروفة في التاريخ وعربوا قبائل بربرية اخرى ) رغم ذلك الى اننا نجد من هذه الدراسات من قد توخت الصدق والدقة والمنهجية العلمية في التوثيق لتاريخ وانساب القبائل والاعراش الجزائرية وهذه المؤلفات كثيرة وهي محفوظة على مايبدو في مركز الارشيف الوطني الفرنسي ولكن المؤلفات التي تعنى بترجمتها و تحقيقها قليلة جدا..ويبقى كتاب ثلاث سنوات في شمال غرب افريقيا(1860-1863)للرحالة الالماني هاينريخ فون مالتسن...كتابا ذا مصداقية وعلمية في دراسة انساب القبائل والعروش في ذلك الزما ن اما المصادر العربية التي تعنى بانساب القبائل والاعراش الجزائرية فهي نادرة جدا باستثناء ما ورد في تاريخ ابن خلدون الذي يعتبر المرجع الاساس في هذا الشان
شعباني#
هدا البحت لي الباحت و المؤرخ الفرنسي- كاريت- حول عروش الشرف عروش ناحية بونة الجزائرية (عنابة الطارف قالمة سكيكدة وجيجل)وقد تم التركيز على عرش اوﻻد عطية دون غيره في هذه التلخيص من طرفي وهدا لي اﻻمانة العلمية وحنى ﻻ تضيغ الفكرة الأساسية.
نود قبل مباشرة هذا البحث حول اصول اعراش وقبائل ناحية بونة ان نشير الى المؤرخ الفرنسي كاريت الذي يعتبر من اهم المستشرقين ومؤرخي القرن العشرين المتخصصين في تاريخ شعوب افريقيا الشمالية لاسيما ما كان يعرف سابقا بالمستعمرات الفرنسية باعتباره كان عضوا في اللجنة العلمية الفرنسية التي اوكل اليها اعداد تقارير ودراسات علمية موثقة ومفصلة حول تاريخ وعادات وتقاليد هذه الشعوب والمتصفح لهذه التقارير او المؤلفات يجد انها سلاح ذو حدين اذ انها كانت تعتبر تقارير استخباراتية عسكرية ذات طابع تاريخي ، اجتماعي،ثقافي،سياسي، واقتصادي تهدف الى توفير المعلومات والبيانات اللازمة حول تاريخ وجغرافية هذه البلدان وكذا،طبائع ،عادات وتقاليد سكانها المحليين وقد كانت هذه الدراسات والتقارير الاستخباراتية يتم اعدادها بطلب من القادة السياسيين او العسكريين و دوائر السلطة وصناع القرار ويستفاد منها في وضع المناهج والخطط الاستعمارية المناسبة للسيطرة على شعوب وثروات هذه البلدان .لكن من جهة اخرى فان الجانب الايجابي لهذه الدراسات والمؤلفات انها ذات طابع علمي اكاديمي وتوثق لتاريخ وعادات هذه الشعوب بصفة دقيقة حيث اننا نجد كاريت مثلا يعتمد في كتابه ابحاث حول اصول اهم القبائل الجزائرية (دراسة استقصائية ميدانية تمت بين 1840-1841-1842حيث يعتمد كاريت في هذا الكتاب الفريد من نوعه على عدة مصادر تاريخية موثوق بها كتاريخ ابن خلدون وجغرافية الادريسي وكتاب البكري وغيرها من الكتب العربية التاريخية القديمة التي يعول عليها كثيرا في الدوائر الاكاديمية لكتابة تاريخ المنطقة وشعوبهاوسنحاول لاحقا تحقيق الجزء الذي خصصه كاريت في كتابه لاعراش وقبائل ناحية بونة (ناحية بونة إبان استعمار الفرنسى كانت تشمل كل من الطارف وعنابة وبعض من اراضى قالمة وسكيكدة وصولا للجيجل غربا يعني الناحية شرقية للجزائر بالمحاذات مع حدود تونسية ) وسنحاول التركيز على عنابة بالتحديد بين سنة 1840-1841-1842 ومقارنة ذلك بالوضع الحالي لهذه القبائل وانتشارها الجغرافي في سفوح جبل الايدوغ وسهول بونه مع ذكر قدر مستطاع قبائل الاخرى في ولايات مجاورة لهاوقد إعتمدنا أيضا على موسوعة "" تاريخ الجزائر في القديم والحديث"" لمؤلفها العلامة الشيخ مبارك الميلي –رحمه الله- أحد رموز حركة الإصلاح الجزائرية وأمين مال "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"الذي تعتبر أشمل موسوعة ( في ثلاث مجلدات) تحدثت بإطناب عن تاريخ الجزائر بصفة عامة وبتأصيل القبائل الجزائرية القديمة منها والحديثة وتفرعاتها الحالية وأماكن تواجدها وانتشارها
وبحلول القرن العاشر شهدت المنطقة هجرة عربية ثالثة كبيرة من خلال التمركز الكثيف لقبائل بني هلال العربية واحلافها في المغرب الادنى وهي القبائل التي يعود إليها أغلب سكانها اليوم نذكر منها اليوم : قبيلة الخوالد والتريعات في برحال و اولاد عطية في السفوح الجنوبية لجبال ايدوغ ...وقبيلة الشدادية حول مدينة عنابة والشرفاء في بلدية الشرفة واولاد يعقوب في منطقة الحجار وقبيلة الكعوب والدواودة وأولاد دريد في مناطق متفرقة وقبيلة بني محمد في المرسى وشطايبي.
...عطوة---- عرب --- من أولاد عطية --- أعالى الايدوغ --- قدموا من نواحي القل وهي جزء من قبيلة أولاد عطية اولاد عطية---- عرب --- أعالى الايدوغ --- اوقبائل شرفاء كما يسمى عندنا قدمت الى الايدوغ منذ حوالي 50 سنة أي حوالي 1790 من منطقة سبعة روس (القل)
المرجح من راي النسابة ان قبيلة اولاد عطية هي قبيلة شريفة من ابناء علي وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) وقد تفرق الكثير منها في عدة مناطق نتيجة الصراعات والثورات ضد سلطة الاتراك الجائرة—واندمجت فيها بعض بطون بربرية وهلالية نلاحظ من خلال الجدول السابق الذي يبين اصول وحركة اهم القبائل المستوطنة بنواحي عنابة ان هذه الاعراش بدأت تتشكل في فترات زمنية مختلفة لاتتجاوز في احسن الاحوال ستة او سبعة قرون على الاكثر أي بين الفترة الممتدة من 1200 الى 1900م.نتيجة الهجرات التي كانت تتخذ عدة اشكال منها الهجرات الفردية او الجماعية بسبب الحروب والثورات والصراعات بين القبائل وحتى بين افراد القبيلة الواحدة كما ان هناك عوامل طبيعية او اقتصادية دفعت بالقبائل الى ترك مواطنها هربا من الجفاف، الاوبئة ،اوالفقر .... والبحث عن مواطن اخرى اكثر استقرارا وامنا.لكن معظم القبائل والاعراش المتواجدة الان بناحية عنابة قد تشكلت نتيجة الهجرات الاساسية الثلاثة
:1- الهجرة من الشرق نحو الغرب:هذه الهجرات هي من اكبر واقدم الهجرات التي عرفها التاريخ ولعل من اكبر القبائل التي اشتهرت بهجرتها من الشرق نحو الغرب هم قبائل بنو هلال بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان وحلفائهم من بني سليم العربية التي نزحت من صعيد مصر ابان الحكم الفاطمي على شكل جماعات
- الهجرة من الغرب نحو الشرقتعكس هجرات القبائل من الغرب نحو الشرق منحى الهجرات وسيرورتها اذ ان معظم الهجرات البشرية عبر التاريخ كانت تنطلق من الشرق العريق نحو الغرب ونحن نقصد بالشرق المشرق العربي والشرق الأوسط بصفة عامة والغرب منطقة المغرب العربي وشمال افريقيا بالتحديدلقد كانت هذه الهجرات العكسية من الغرب نحو الشرق اضطرارية اذ ان معظم هذه القبائل تكون قد اجبرت على ترك مواطنها نتيجة الثورات والصراعات المختلفة ولعل اهم هجرة كانت لقبائل الاشراف من الادارسة والسليمانيون من ذرية علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول (ص) بسبب الجور الذي سلط عليهم في محاولة لاستبعادهم من ساحة السلطان والحكم ولقد دفعت ثورة السفاح موسى بن ابي العافية ضد الشرفاء من الادارسة والسليمانيون هذه القبائل الشريفة الى ترك مواطنها (واد الذهب وساقية الحمراء -- صحراء غربية حاليا ) مرغمة فرارا من بطش هذا الطاغية الذي اعمل فيهم السيف واضطهدهم ونكل بهم ولاحقهم في كل مكان حتى اصبح الشرفاء يخفون نسبهم عن الناس خوفا من القتل والتشريد وكان نتيجة ذلك هروب ونزوح الكثير من القبائل الشريفة التي كانت منتشرة كثيرا بالمغرب الاقصى والنواحي الغربية للجزائر خاصة تلمسان ووهران وتفرقها وتشتتها في عدة مناطق حيث هاجر الكثير منها نحو المناطق الجنوبية خاصة منطقة الساقية الحمراء بالصحراء وبعض المناطق الوسطى والشرقية للمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومنهم حتى من عاد الى المدينة المنورة ومكة المكرمة وبعض المناطق الاخرى من شبه الجزيرة العربية التي تذكرهم بأجدادهم الاوائل
.وهناك هجرة اخرى متاخرة لقبائل الشرفاء يذكرها المؤرخون تمت من منطقة الساقية الحمراء التي كانت ماوى لكثير من قبائل الشرفاء من بطش الطاغية ابن ابي العافية حيث اضطرت هذه القبائل الشريفة مرة اخرى الى ترك مواطنها والنزوح الى مناطق متفرقة من المغرب الاوسط خاصة الجزائر التي نزحت اليها بعض القبائل الشريفة من آل البيت من منطقة الساقية الحمراء وسبب هذا النزوح الذي يرجح وقوعه بين 1400-1700م على ما ذكر جل المؤرخون هي الحملات التي كان يشنها الاسبان بداعي التنصير او البحث عن الثروات في المناطق الشمالية للبحر الابيض المتوسط وكذلك المناطق الساحلية الجنوبية للمحيط الاطلسي للمغرب والصحراء الغربية ونذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض القبائل الشريفة بناحية عنابة والتي نزحت منذ زمن بعيد من منطقة الساقية الحمراء ، قبيلة او عرش بني محمد ببلدية المرسى ولاية سكيكدة ويقع اقصى غرب جبال الايدوغ حوالي 65 كلم من ولاية عنابة ، فرقة من عرش الويشاوة القادمة من راس سبعة روس ومن الارجح انها جزء من قبيلة اولاد اعطية، قبيلة الشرفة بالنواحي الجنوبية لبحيرة فزارة حوالي 30 كلم جنوب ولاية عنابة، قبيلة اولاد اعطية بنواحي القل ولها فرقة بنواحي جبل ايدوغ بعنابة....
كل هذه القبائل اثبت المؤرخ الفرنسي كريت في 1840 صحة نسبها الى الشرفاء من آل البيت من ذرية علي بن ابي طالب ﻻوفاطمة الزهراء بنت رسول (ص).
وفي ختام هذا البحث نشير الى ان المصادر الاجنبية خاصة الفرنسية على ما عليها من مآخذ (هناك بعض مؤرخون الفرنسيون كانوا يكتبون بفكر اديولوجي لتغليط الناس في انسابها ، فبربروا قبائل عربية كبيرة معروفة في التاريخ وعربوا قبائل بربرية اخرى ) رغم ذلك الى اننا نجد من هذه الدراسات من قد توخت الصدق والدقة والمنهجية العلمية في التوثيق لتاريخ وانساب القبائل والاعراش الجزائرية وهذه المؤلفات كثيرة وهي محفوظة على مايبدو في مركز الارشيف الوطني الفرنسي ولكن المؤلفات التي تعنى بترجمتها و تحقيقها قليلة جدا..ويبقى كتاب ثلاث سنوات في شمال غرب افريقيا(1860-1863)للرحالة الالماني هاينريخ فون مالتسن...كتابا ذا مصداقية وعلمية في دراسة انساب القبائل والعروش في ذلك الزما ن اما المصادر العربية التي تعنى بانساب القبائل والاعراش الجزائرية فهي نادرة جدا باستثناء ما ورد في تاريخ ابن خلدون الذي يعتبر المرجع الاساس في هذا الشان
شعباني#
Commentaires
Enregistrer un commentaire